مقتطفـــــات شعريــــــــــــة
من لم تفده عبراً ايامه كان
العمى أولى به من الهدى
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها
وإن بناها بشر خاب بانيها
وإفضل الناس من بين الورى
رجل تقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن احد
ما دمت مقتدرا فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله اذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
رأيت سكوتي متجرا فلزمته
إذا لم يفد ربحا فلست بخاسر
لا تمنعن يد المعروف عن احد
ما دمت مقتدرا والعيش جنات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها
فكيف إذا الرعاة لها ذئاب
إذا قل مال المرء لانت قناته
وهان على الأدنى فكيف الأباعد
هم يحسدوني على موتي فوأسفا
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
أن الأفاعي وإن لانت ملامسها
عند التقلب في أنيابها العطب
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عن تفصيلها ببيــان
ذكاء وحرص وإجتهاد وبلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان
لا تحسبن سرورا دائما ابدا
من سره زمن ساءته ازمان
لا تغتر بشباب رائق خضل
فكم تقدم قبل الشيب شبان
يا جامع المال في الدنيا لوارثه
هل أنت بالمال قبل الموت منتفع
قدم لنفسك قبل الموت في مهل
فإن حظل بعد الموت منقطع.
إن الليالي للأنام مناهل
تطوى وتبسط بينها الأعمار
فقصارهن مع الهموم طويلة
وطوالهن مع الســـــرور قصار
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا
فإنما الربح والخسران في العمل
لو انا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكن إذا متنا بعثنا ونسأل بعدها عن كل شئ
قال الأحنف بن قيس: يضيق صدر الرجل بسره
فإذا حدث به قال أكتمه علي وأنشد:
أذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
وإذا ما أزددت علما زادني علما بجهلى
الموت باب وكل الناس داخله ياليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بها يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما فأختر لنفسك إي الدار تختار
ولدتك أمك ي ابن آدم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا
فاحفظ لنفسك أن تكون إذا بكو في يوم موتك ضاحكا مسرورا
ما أنت إلا كزرع عند خضرته بكل شئ من الآفات مقصود
فإن سلمت من الآفات أجمعها فأنت عند كمال الأمر محصود
قال ابو يوسف القاضي : من طلب ثلاثة لم يسلم من ثلاثة .
من طلب المال بالكيمياء لم يسلم من الإفلاس
ومن طلب الدين بالفلسفة لم يسلم من الزندقة
ومن طلب الفقة بغرائب الحديث لم يسلم من الكذب
يصاب المرء من عثرة بلسانه وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرة في القول تذهب رأسه وعثرته بالرجل تبرأ على مهل
ثلاثة يعز عن حلولها ويذهل عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد تحبها وفرقة أخوان وفقد حبيب
[b]
[/b]هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد